يواجه السجناء الإيرانيين خطر الموت في السجون الإيرانية، ويعانون من أوضاعا شديدة الخطورة عليهم، خاصة بعد تفشي مرض كورونا في البلاد، بشكل جعل إيران من أكثر الدول تأثرا بالفيروس.
دللت صحيفة “فيلت أم سونتاغ” الألمانية بخطورة الأوضاع على السجناء اللإيرانيين بأكثر من قصة لعدد من السجناء.
ونقل تقرير للصحيفة، بعنوان “أوضاع كارثية للسجناء السياسيين في إيران”، حالة الناشطة الحقوقية المعتقلة “نسرين سوتوده”، البالغة من العمر 57 عاماً، والتي دخلت في إضراب عن الطعام، احتجاجاً على غياب الحماية من فيروس كورونا للسجناء السياسيين بالدولة.
وأورد التقرير، الذي نشره موقع الرؤية الإماراتي، تصريحات زوجها «رضا خندان»، حيث قال: “ماذا يقول الرجل لزوجته وهو يعلم أنها تخاطر بحياتها من أجل معتقداتها؟ هل يأمرها بالتوقف عن تعريض نفسها للخطر وأن تفكر في أطفالهما؟”.
وأكد أنها ضعفت للغاية وفقدت الكثير من وزنها وهو الأمر الذي لاحظه في التحدث معها عبر الهاتف حيث يُسمح لها بذلك لمدة 10 دقائق لـ3 مرات في الأسبوع، وخاصة أنها لم تتناول أي طعام منذ 4 أسابيع، حيث تحتج مع سجينات أخريات على الأوضاع المأساوية داخل السجون والتي تجاوزت حدود تعذيبهم إلى تهديد حياتهم بسبب تفشي وباء كورونا داخلها.
وذكر التقرير أن جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، أكدت إصابة أكثر من 380 ألف شخص في إيران بالفيروس، وتوفي أكثر من 22 ألفاً، وهو ما يؤكده تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤخراً، عندما قال إنه ربما قد أصيب 25 مليون مواطن بالفيروس.
اعتبر التقرير أن هذه الحقائق جعلت القيادة تدرك الخطر الجسيم الذي يواجه نزلاء السجون المكتظة، فقامت بإطلاق سراح قرابة 90 ألفاً منهم، لكن ليس من بينهم سجناء سياسيون.
وأكد التقرير أن «سوتوده» قامت حتى قبل أن تصبح محامية بحملات من أجل حقوق المرأة في إيران، واشتركت في أبحاث حول العنف والانتهاكات في الأسرة، ودعت إلى حماية أفضل للنساء والأطفال. ومن بعدها عملت لدى الحائزة على جائزة نوبل للسلام المحامية شيرين عبادي.
وتم اعتقالها لأول مرة عام 2010، بعدما دافعت عن العديد من الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع ضد حكم رجال الدين مطالبين بالتغيير الديمقراطي في إيران عام 2009، وقد أُطلق سراحها بعد 3 سنوات بعد أن وعدت حكومة روحاني بالإصلاحات.
وأكد التقرير أنه في عام 2012، منحها البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف لحرية الفكر، ولكن في 2018، اعتقلت وحُكم عليها بالسجن 33 عاماً و148 جلدة بتهمة التجسس وإهانة الزعيم الثوري.
وقال التقرير إنه منذ ذلك الحين، عادت إلى الحجز في سجن “إيفين” سيئ السمعة بطهران.
وأكد زوجها “خندان”، بحسب التقرير، أن وضع السجناء السياسيين أسوأ بكثير من وضع السجناء الآخرين.
وقال: “إنهم يعاقبون بشدة وغالباً ما يجلسون لفترة أطول بكثير من العديد من المجرمين الخطرين، وأنه كان من الواضح تماماً أن الوباء في السجون سيؤدي إلى كارثة”.
وأشار إلى أنه لا يمكن منع الانتشار إذا كان 60 شخصاً أو أكثر يقيمون في زنزانة مصممة لاستيعاب 15 شخصاً كحد أقصى، وأنه إذا سعل أحدهم أعلى أحد الأسِرَّة المكونة من 3 طوابق، فإن الجراثيم لا تنتشر في الأسرّة السفلية فحسب، بل تنتشر أيضاً إلى جميع الأشخاص الذين يرقدون على الأرض.
وأضاف أنه يعرف هذه المعلومات لأنه سُجن أيضاً في معتقل “إيفين” بسبب نشاطه السياسي، وأن زوجته أخبرته بأن النساء السجينات يقمن بقياس ضغط الدم والسكر بأنفسهن وأنه في الأيام القليلة الماضية، وصلت معدلات بعضهن إلى مستويات خطيرة.
وأكد التقرير قلق المؤسسات والحكومات في أنحاء العالم حول وضع السجناء السياسيين في إيران، وخاصة الحالة الصحية لسوتوده، حيث طالبت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي «هايدي أوتالا» إيران بالاستماع إلى مطالب سوتوده ولكنها لم تحصل على أي رد.
أكد “نيلز أنين”، وزير الدولة بوزارة الخارجية الألمانية، للصحيفة أن الوضع لا يُحتمل، وأنه بينما يُمنح نزلاء آخرون الإفراج بسبب وباء كورونا، لا يزال نشطاء الحقوق المدنية ونشطاء حقوق الإنسان محتجزين في السجون الإيرانية المكتظة.