تونس| “منتدى الحقوق الاجتماعية”: العطش محركها الأساسي.. 397 احتجاجاً في أغسطس

قسم : أخبار, تقارير
أرشيفية- المصدر: عرب نيوز

وثّق المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية –وهو منظمة غير حكومية- في أحدث تقاريره الدروية الصادر منذ أيام، عدد الاحتجاجات خلال شهر آب/أغسطس المنقضي، حيث بلغ 397 تحركا احتجاجيا أي بمعدل 12 احتجاجا في اليوم، وذلك وفقاً لـ”سبوتنيك”.

وأفادت منسقة المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية “نجلاء عرفة” في تصريح لـ “سبوتنيك”، أن العطش تحوّل خلال الأشهر الأخيرة إلى محرك أساسي للاحتجاج، وهو ما دفع الأهالي إلى غلق الطرقات كشكل من أشكال التعبير عن رفضهم لاستمرار المعاناة.

وأضافت أن غياب المياه أو انقطاعها سواء الصالحة للشرب أو مياه الري، أصبحت مشكلة سنوية وشاملة بعد أن كانت موسمية تهم جهات معينة ويرتبط حدوثها بحلول فصل الصيف.

وأشارت عرفة إلى أن “الحكومات السابقة خلال الخمس سنوات المنقضية كانت تعلل انقطاع المياه بالجفاف، لكن خلال السنتين الماضيتين امتلأت السدود ومع ذلك تواصلت أزمة العطش وهو دليل على أن الإشكال لا يرتبط بوفرة المياه وإنما بسوء التصرف فيها”.

وبحسب التقرير، تأتي محافظة القیروان (الوسط الغربي لتونس) في صدارة المناطق الأكثر عطشا، حيث تتوزع انقطاعات المياه أو غيابها بشكل عادل تقريبا بین مختلف مناطقھا وقراھا، تليها في المرتبة الثانية مناطق الشمال الغربي من حیث عدد احتجاجات العطش رغم استحواذها على نحو 70% من الثروة المائیة السطحیة.

كما أوضحت “عرفة” أن تراجع منسوب التحركات الاحتجاجية والاجتماعية –مقارنة بالأشهر الماضية- لا يعكس تحقق مطالب المحتجين، وإنما مرده تزامن الاحتجاجات والاعتصامات مع حالة عدم الاستقرار الحكومي.

واعتبرت عرفة أن الإشكال الحقيقي الذي يقف وراء استمرار التحركات الاحتجاجية والاجتماعية هو بحث حكومات ما بعد الثورة عن حلول ترقيعية غير قادرة على اقتلاع الأزمة من جذورها.

وقالت عرفة إنه بالرغم من تزامن شهر أغسطس 2020 مع موجة ثانية لفيروس كورونا، إلا أن التحركات الاحتجاجية لم تهدأ في الشارع التونسي، وأكدت أن سبب ذلك هو عدم وعي المحتجين بخطورة الوضع الوبائي وبالنظر إلى كونهم مازالوا يعانون من مخلفات الجائحة الأولى التي خلقت هشاشة اجتماعية واقتصادية حادة وخلقت طبقة جديدة من المهمشين ممن أفقدتهم الكورونا عملهم.

وأضافت “هؤلاء لا يعبئون إن كان الموت عن طريق الوباء أو عن طريق الوباء”، متوقعة أن يرتفع منسوب الاحتجاجات مع بداية عمل الحكومة الجديدة، مؤكدة أن العديد من الحركات الاجتماعية أصدرت بيانات تعلن فيها عن الحشد للتحرك في الشارع من جديد.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *