انتشر عدد من الخيام المتراصة على مقربة من مبنى البرلمان الألمانى الرايخستاج بالعاصمة الألمانية برلين، والتى تضم مجموعة من نشطاء البيئة، ممن عبروا عن خوفهم مما تخفيه الأيام من مخاطر تحيق بمستقبل الكرة الأرضية جراء تعرضها لكثير من مظاهر التغيرات المناخية التى من شأنها أن تتسبب فى كوارث قاتلة تهدد الحياة الطبيعية والبشرية.
غير أن هؤلاء الناشطين، والذين ينتمون إلى جماعة «الستة»، ويطلقون على أنفسهم اسم «الجيل الأخير»، قرروا ممارسة الضغط على حكومتهم من خلال الإضراب عن الطعام حتى الموت، وذلك لإلقاء الضوء على ضعف الطموح بين الأحزاب الألمانية الرئيسية لمواجهة الطوارئ المتعلقة بالمناخ.
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، فى تقرير لها، إن «أعضاء جماعة الستة القوية استمروا فى الإضراب عن الطعام منذ 30 أغسطس الماضى و حتى الآن ، فيما يُعد هذا أكثر الاحتجاجات السياسية المحلية تشددًا، والتى لم تشهدها ألمانيا منذ عقود مضت، حيث تشهد البلاد هذه الفعاليات تسبق أكثر الانتخابات الألمانية حسمًا».
وتنحصر مطالب الجماعة البيئية فى الحصول على وعد بعقد جمعية وطنية تضم المواطنين لمناقشة أزمة المناخ، وكيف يمكن لألمانيا الحد من سخونة الكرة الأرضية لتقتصر على 1.5 درجة مئوية.
وتطالب الجماعة بعقد اجتماعات مع المرشحين الرئيسيين من الديمقراطيين المسيحيين، والديمقراطيين الاشتراكيين، وحزب الخضر.
وقالت الناشطة لينا آيشلر، البالغة من العمر 19 عاما: «نشعر بحالة من اليأس، وإلا لماذا نقدم على ذلك، ولكننا ما نقوم به لن يكون أسوأ مما يمكن أن نتوقع وقوعه وأن يحل بنا ما لم نتحرك الآن».
وقالت هى وزملاؤها النشطاء، والذى نقل أحدهم إلى المستشفى يوم الثلاثاء الماضى، إن الساسة يحملون أرواحنا فى أيديهم، حيث رفعت الجماعة شعار «نحن فى إضراب عن الطعام لأن الأزمة المناخية تقتلنا».
واتصلت العضو فى حزب الخضر أنيلينا بايرموك، بالجماعة، وطلبت منهم إلغاء الإضراب، قائلة إنهم لا ينبغى أن يعرضوا حياتهم للخطر، وذلك وفقًا للمتحدثة باسم النشطاء حنا لوبيرت، والتى قالت إنهم أرسلوا إليها كثيرًا من البريد الإلكترونى يناشدونها الذهاب إليهم ولكن دون جدوى، كما أنها أصرت فى إحدى الفعاليات السياسية التى عقدت يوم الجمعة الماضى على عدم التحدث إليهم إلا بعد إنهاء الإضراب، وذلك ردًّا على طلب مؤيدى المضربين لها عقد لقاء معهم.
وقال التقرير إن الاحتجاجات «البيئية»، والتى اتخذت عديدًا من المظاهر من بينها إغلاق الطرق الرئيسية وإشعال النيران فى السيارات الفارهة، اتخذت مسارًا متطرفًا وقويًّا على نحو متزايد فى الأشهر القليلة الماضية، وذلك فى إطار الجهود المبذولة لإقناع السياسيين على التحرك لحل الأزمة.
ووصف المحتجون المضربون عن الطعام أنفسهم بأنهم الجيل الأخير الذى يملك الفرصة لوقف التغيرات المناخية ، لأنهم يرون بأن التغيرات المناخية لن تدوم طويلاً حتى تهب عواصف شمسية متعطلة للتكنولوجيا البشرية و أن المجاعات ستنتشر حتى في الدول المتقدمة مستشدين بأنه قد احتاج نحو 166 مليون شخص فى إفريقيا وأمريكا الوسطى، إلى المساعدة بين عامى 2015 و2019 بسبب حالات الطوارئ الغذائية المرتبطة بتغير المناخ، وفقًا لتقرير حديث نشرته وكالة فرانس برس، والذى أكد أن هناك ما بين 8 و80 مليون شخص، أكثر عرضة لخطر المجاعة بحلول عام 2050 .
الإضراب حتى الموت جوعاً إذن في مواجهة الموت بالمجاعات نتيجة العواصف الشمسية و التغيرات المناخية ، فمن يفوز ؟