في اليوم العالمي للغة الإشارة كيف نزيد من موظفي الدولة الذين يتقنون هذه اللغة ؟

قسم : تقارير

التواصل هو احتفال بالحياة. فعندما نعبر عن أفكارنا بشكل جيد يزيد هذا من شعورنا بالرضا و من ترابطنا البشري و من نهضة المجتمعات وتطورها ، ولذلك كان تاريخ اللغة وتطورها مذهل في جميع أنحاء العالم سواء كانت اللغة مكتوبة أو مسموعة أو من خلال الإشارة .

و هناك آلاف الأشخاص حول العالم يستخدمون لغات الإشارة ، بدءاً من الأطفال الصغار الذين لم يتعلموا نطق الكلمات بعد و وصولاً إلى من يعانون من ضعف السمع إلى جانب بعض الحالات الأخرى ذات الصلة ، فإن هؤلاء البشر الطيبون ينضمون للمتحدثين بلغة الإشارة.

إن لغات الإشارة هي لغات طبيعية كاملة التميز ، وهي مختلفة من الناحية الهيكلية عن اللغات المنطوقة. وهناك أيضاً لغة إشارة دولية ، والتي يستخدمها الأشخاص الصم في الاجتماعات الدولية وبشكل غير رسمي عند السفر والتواصل الاجتماعي.

ويعتبر هذا الشكل من أشكال لغة الإشارة غير المعقدة مثل لغة الإشارة الطبيعية وله معجم محدود.

وتعترف اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتروج لاستخدام لغات الإشارة ، حيث يوضح أن لغات الإشارة متساوية في وضعها بالنسبة للغات المنطوقة وتلزم الدول الأطراف بتسهيل تعلم لغة الإشارة وتعزيز الهوية اللغوية لمجتمع الصم. لا تتعلق لغات الإشارة باستخدام الأيدي فقط ؛ كما أنها تتعلق بحركة ذراعي الشخص وجسمه وتعبيراته.

يمكن لتعبيرات الوجه في لغات الإشارة أن تعبر عن المشاعر والمعلومات النحوية.

يعاني بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) من تطوير التواصل اللفظي ، لذلك يمكن أن يكون تعلم لغة الإشارة أداة تواصل مفيدة لهؤلاء الأطفال .

و قد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر يوما دولياً للغات الإشارة.

و تم اعتماد القرار في البداية بالإجماع خلال الاجتماع 48 للجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 نوفمبر 2017 ليكون هذا القرار هو علامة مهمة في الوعد الأممي بعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب.

و يعتبر إعلان 23 سبتمبر يوماً دوليا للغات الإشارة خطوة مهمة في تحقيق عالمية جميع المجتمعات للاعتراف بالأهداف المنصوص عليها في المادة 21 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (UNCRPD) لتحقيق الأهداف العالمية.

شجعت مصر تعليم لغة الإشارة في مراكز ذوي الهمم والتي تتيح حرية الفرد في الاختيار والكرامة والاستقلال الذات دون تمييز ، و من أشهر العاملين بمصر بمجال الترجمة بلغة الإشارة هو بيشوي عماد ، حيث أن نشأته لوالدين من الصم وضعاف السمع جعله يتعلم لغة الإشارة ويتقنها وهو فى سن السابعة، ولم يكتف بذلك بل عشق هذه اللغة حتى أصبح واحدا من أهم وأشهر مذيعى ومترجمي لغة الإشارة فى مصر.

بيشوى عماد بشارة عمره 20 عاما وطالب بكلية التربية استطاع أن يحصل على العديد من الألقاب فهو مستشار مترجم مجلس الوزراء ومترجم لغة الإشارة بالمجلس القومى لشئون الإعاقة، ومترجم لغة الإشارة لإعلانات وزارة التضامن، وسفير الاتحاد الأوروبى لمتحدى الإعاقة وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة.

يمكّن تعلم لغة الإشارة الناس من التواصل والعيش بشكل مستقل بكرامة.

يمنح نشر تعلم الإشارة الفرصة لخروج ذوي الهمم والاستمتاع بلحظات الحياة بدون قيود، و لذلك فنحن نحتاج إلى رؤية المزيد من موظفي الخدمة الحكومية الذين يعرفون لغة الإشارة ، يجب أن يكون لدى إدارة الشرطة المصرية ضابط واحد على الأقل في كل مركز شرطة مؤهل للغة الإشارة و هذا يعزز الجوهر الحقيقي للشرطة المجتمعية.

يجب أيضاً أن تقوم الخدمات العامة مثل السكك الحديدية والمستشفيات الحكومية بتدريب موظفيها على لغة الإشارة.

و ننوه أن اليابان وضعت معيارًا قياسيًا باستخدام هواتف لغة الإشارة في مطاراتها.

يجب أن يتعلم الأطفال الذين لا يستخدمون لغة الإشارة قبول الأطفال الذين يستخدمون لغة الإشارة واللعب معهم. يجب على الآباء والمعلمين تعليم الأطفال أن جميع الأطفال ذوي القدرات المختلفة هم أطفال مميزون ولديهم مواهب فريدة يمكن رعايتها.

كل طفل له قيمة نحن في جهود نعتقد بشدة أن الشركات يمكن أن تجد طرقًا مبتكرة لتوظيف مستخدمي لغة الإشارة بشكل مربح ، وهو أمر ممكن تم تطبيقه في العديد من البلدان الأجنبية.

و أخيرًا ، يجب استخدام اللغات كلها لمحبة جميع الناس وتقبلهم ، وكسر قيود الخرافات والجهل القديمة. يجب أن تصل لغة اللطف والحب إلى جميع الناس في جميع أنحاء العالم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *