تشهد المحافظات أزمة كبيرة للمزارعين حيث يوجد نقص في الأسمدة الشتوية التي تحتاجها المحاصيل مما سبب غضب كبير للمزارعين الذين أكدوا على أن حصصهم لا تتوافر كاملة في الجمعيات الزراعية مما يجعلهم يضطرون إلى اللجوء للسوق السوداء التي تكون بضعف الأسعار التي توفرها الحكومة لهم.
ويواجه مزارعو محافظة الدقهلية معاناة حيث يشكو المزارعون من أن الكميات المقررة لكل مزارع أقل من الاحتياجات الفعلية مما يضطرهم للذهاب للسوق السوداء بأكثر من ضعف ثمن الحكومة علاوة على أنه لا يجوز الصرف إلا لصاحب الحيازة وهناك حيازات كثيرة توفى أصحابهم ولم يتم نقلها للورثة حتى الآن.
ويقول محمود إبراهيم وعمره ٧٧ سنة مزارع بقرية منية سندوب بمركز المنصورة إن هناك سوقاً سوداء كبيرة لبيع الأسمدة والمبيدات وأصبح الفلاح فريسة للتجار حيث تباع شيكارة اليوريا بـ٤٠٠ جنيه و شيكارة النترات بـ٣٥٠ جنيهاً والفلاح مضطر للشراء من السوق السوداء لأن الكمية المحددة للأرض لا تكفى ولا يتم صرف الكمية بالكامل فى معظم الأحوال.
وتشهد محافظة الغربية قلقا كبيرا للمزارعين بعد اختفاء الأسمدة الشتوية التي تحتاجها المحاصيل وخصوصا محصولي القمح والكتان والتي تعد من المحاصيل الرئيسية بالمحافظة.
وقال جميل عبدالسلام أحد مزارعى الكتان إننا نستأجر أكثر من 150 فداناً كل عام لزراعة الكتان فى محافظة الغربية والمحافظات المجاورة كل فدان يحتاج إلى 10 شكاير من السماد 50% منها يتم صرفها من الجمعية الزراعية بالسعر الرسمى الذى يتم تحديده من الدولة والـ 50% الثانية يتم شراؤها من الجمعية الزراعية أيضا ولكن بالسعر الحر الذى يزيد على السعر بـ20 أو 30 جنيهاً فقط.
وأضاف عبدالسلام أن هذا العام اختفى الكيماوي ووصل سعر شيكارة النترات في السوق السوداء إلى 450 جنيه واليوريا تخطت الـ500 جنيه وعلى الرغم من ذلك فهي لا تتوفر في السوق السوداء مشيرا إلى تأثر محصول الكتان لعدم توافر السماد في الجمعيات الزراعية أو السوق السوداء مما جعل المحصول يذبل ويجعلنا مهددين بعدم الحصول على إنتاجية من محصول الكتان.
وأكد عبد الفتاح منسوب حسين مدير جمعية قرية ميت هاشم الزراعية مركز سمنود أنه رغم انطلاق الموسم الشتوى منذ فترة إلا أن حصص الفلاحين من السماد لم تصل الجمعيات حتى الآن مما يهدد المحاصيل الشتوية بالبوار أوعدم إعطاء الإنتاجية المطلوبة.
وفى القليوبية بالرغم من توافر 5 آلاف و400 طن أسمدة خاصة بالمحاصيل الشتوية بمخازن الجمعيات الزراعية بالقليوبية إلا أن أسعار الأسمدة بالسوق السوداء شهدت خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً كبيراً، حيث بلغ سعر شيكارة اليوريا 360 جنيهاً والنترات 335 جنيهاً أى ضعف الأسعار المدعمة والتي لا تتخطى 155 جنيهاً للشيكارة .
وقال إبراهيم عبدالهادى عثمان من قرية عرب الشراقوة بشبين القناطر إن معظم المزارعين يلجأون إلى شراء الأسمدة من السوق السوداء بسبب عدم صرف كامل مستحقاتهم من الأسمدة المدعمة ويتم صرفها على فترات حسب توافرها بالجمعية الزراعية ويصل سعر الشيكارة اليوريا 360 جنيهاً والنترات 335 جنيهاً مما يكبد المزارعين خسائر فادحة.
وفي البحيرة أكد المهندس محمد الزواوى وكيل وزارة الزراعة أنه جارِ صرف ٥٠% من الأسمدة لكل من يمتلك كارت الفلاح وذلك من خلال الكارت كما طالب كل من له كارت بفرع البنك الزراعي بالتوجه لاستلامه حتى يتمكن من صرف ٥٠ % من الأسمدة من خلال الكارت .
بينما يعاني المزارعون في محافظة الشرقية من مشاكل كبيرة تمثل كابوسا فوق رؤوسهم وفي مقدمتها نقص الأسمدة المدعمة التي تصرف لهم والتي لا تكفي إنتاجية الأرض الزراعية لتحقيق أعلى إنتاجية ووقوعهم فريسة في أيدي التجار. وقال المزارع مصطفي السني من قرية البكارشة مركز الحسينية إن الفلاح بات محاصرا بين الازمات حيث أنه يعاني من نقص كميات الاسمدة التي يحصل عليها من الجمعية الزراعية حيث يتم صرف شيكارتين فقط لفدان القمح او البنجر في حين انه يحتاج الى ٦ شكائر ولم يجد المزارع أمامه سوى اللجوء للسوق السوداء لشراء باقي احتياجاته بأسعار باهظة.
وتعاني مصر حاليا من انخفاض كبير في الرقعة الزراعية حيث أصبح الفلاح يحول الأرض الزراعية إلى مباني بسبب ما يحدث له من أزمات وانخفاض في الإنتاج واستغلال كبير من التجار أدى إلى تخلصهم من الأراضي الزراعية وهذا يسبب ضررا كبيرا لمصر التي كانت تعتمد اعتمادا كبيرا في الماضي على الأراضي الزراعية فما الذي حدث في الوقت الحالي ؟ ما الذي يمنع الحكومة المصرية من توفير الأسمدة والكيماويات للفلاحين؟ فلماذا لم تعد مصر مهتمة بالقطاع الزراعي وتوفير جميع المواد اللازمة للفلاحين ؟ لماذا أهملت مصر الزراعة وأصبحت تستورد العديد من المحاصيل الزراعية من ضمنها القمح الذي كانت في الماضي تصدره.