عقب إعلان إثيوبيا حالة الطوارئ في البلاد قامت السفارة الأمريكية بدعوة رعاياها لترك البلاد حيث أن الوضع الأمني يزداد صعوبة في أنحاء البلاد.
وجاء إعلان حالة الطوارئ من قبل مجلس الوزراء الإثيوبي في كل أنحاء البلاد عقب سيطرة جبهة تحرير شعب تيجراي على مدينتين رئيسيتين أثناء محاولتهم في التقدم نحو العاصمة . وقالت السفارة الأمريكية إن استمرار تصعيد الصراع العسكري والاضطرابات في إثيوبيا تسبب في تدهور الأوضاع الأمنية. وأشارت السفارة إلى أن السلطات الإثيوبية أغلقت قطاعا كبيرا من الطريق السريع الذي يربط بين العاصمة أديس أبابا بمدن شمال البلاد الأمر الذي أدى إلى تعطيل الحركة وانقطاع السبل بالمسافرين.
وقالت إن موظفي السفارة لا يمكنهم التحرك خارج حدود العاصمة الإثيوبية ،بسبب الصراع القائم حاليا بالإضافة إلى أن المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي كشف عن تقارير تظهر الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف الصراع في إثيوبيا.
وقالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن “عمال المجال الإنساني لازالوا ممنوعين من تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية في تيجراي بالرغم من أن 900 ألف شخص معرضون للمجاعة” وطالبت بضرورة وقف القتال القائم حاليا.
وجاء ذلك عقب دعوة السلطات الإثيوبية السكان بحمل السلاح للدفاع عن الأحياء حيث أن قوات تيجراي قد أعلنت أنها تتقدم إلى العاصمة الإثيوبية.
من جهة أخرى قال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي جيتاتشيو رضا إن قوات تيجراي وحلفائها سيؤسسون حكومة مؤقتة في حالة النجاح في الإطاحة بالحكومة، موضحا “في حالة سقوط الحكومة سيتم وضع ترتيبات مؤقتة”,مضيفا أنه ستكون هناك حاجة أيضا لحوار وطني، لكن لن يُدعى أبي ووزراءه للمشاركة فيه بالإضافة إلى محاكمتهم.
ويذكر أن آخر مرة فرضت فيها إثيوبيا الطوارئ كانت في فبراير 2018 لمدة ستة أشهر قبل انتقال السلطة إلى آبي أحمد وفُرض حظر للتجول ووضعت قيود على تحركات الناس فيما اعتقل الآلاف.
وكان الصراع بين العاصمة أديس أبابا والإقليم الشمالي قد بدأ في نوفمبر 2020 عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على قواعد عسكرية في الإقليم مما دفع آبي أحمد بإرسال قوات إلى المنطقة وشن حملات هجمات عدة أدت إلى موت الآلاف. وكانت العلاقات بين الطرفين قد ساءت بعد أن اتهمت الجبهة آبي بأنه يحكم البلاد مركزيا على حساب الولايات الإثيوبية فيما نفى الأخير مرارا هذا الاتهام مما أدى إلى اشتعال الحرب في ثاني أكبر الدول الإفريقية سكانا والتي كانت تعتبر حليفا مستقرا للغرب في منطقة مضطربة كما أدت إلى معاناة نحو 400 ألف شخص في تيغراي من المجاعة، فيما أجبرت أكثر من مليونين ونصف المليون على النزوح عن ديارهم.
من الجدير بالذكر أن العلاقات الخارجية الأثيوبية تزداد توتراً بعد الشروع في إقامة سد النهضة الأثيوبي فكيف ستبدو الأمور إذا ما كانت الغلبة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ؟ و هل من الممكن أن يستبق المسئولون العرب الأحداث لدعم الجبهة الشعبية هناك منعاً لتعطيش مصر و السودان و لإعادة أثيوبيا للمسار الديمقراطي ؟