برغم النضال النسوي المستمر للإيرانيات في المجال الرياضي ، تتوالى العقبات أمام الفرق النسائية ، و الاتهامات المتكررة من الداخل و الخارج بانتحال صفة الأنوثة من قبل لاعبين ذكور داخل الفرق ، و خصوصاً بعدما نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية في عام 2014 ، تقريرًا يؤكد اكتشاف 4 رجال في فريق السيدات، و الذي ترتب عليه إعلان الاتحاد الإيراني لكرة القدم طرد هؤلاء اللاعبين، في فضيحة تناقلتها وسائل إعلام دولية مختلفة.
يعد انتحال صفة الأنوثة بهذه الفرق قبل 2019 إلى رغبة الحكم الديني الإيراني في عدم مشاهدة الذكور لفرق السيدات ، و لذلك تم تقييد دخول السيدات إلى الرياضات المختلفة و تم منع النساء أيضاً من دخول المدرجات لمشاهدة منافسات الفرق الرياضية للرجال.
تفاوت النضال النسوي في إيران بالمجال الرياضي بين التسلل للملاعب و التنكر و الضغط السياسي و الجملات على مواقع التواصل الاجتماعي و انتهاءاً إلى التضحية بالنفس كما فعلت سحر خضيري أو “فتاة الزرقاء” في سبتمبر 2017 ، والتي توفيت بسبب إشعالها النار في جسدها احتجاجاً على محاكمتها التي استندت لمحاولة دخول المدرجات لمجرد المشاهدة.
و بعد هذه الحادثة تزايدت الضغوط على النظام الإيراني فتم إصدار بحث “حضور المرأة في الملاعب – بحث فقهي” من خلال معهد العلوم والثقافة الإسلامية و ذلك بعام 2018، و التي جاء في سياقها عبارة : ” و يجب أن تمنع النقاشات الرجال من حضور الملاعب و ليس النساء” – في إشارة لكون التجاوزات الدينية التي تحدث هي في الأصل صادرة من رجال كالتحرش و استخدام لغة سيئة في التشجيع – ، وقد تم إباحة دخول النساء للملاعب من خلال هذه الفتوى، و بعدها ، أُجبر رئيس الفيفا جوني إنفانتينو على التنحي للسماح للنساء بدخول استاد الحكومة الإيرانية ، معلنا أنه سيرفع الحظر المفروض على دخول النساء إلى الملعب اعتبارًا من أكتوبر 2019.
و بالرغم من الانتصار النسوي الهائل الذي حققته السيدات حتى تصل إلى هذه النقطة ، فإنهن لازلن يعانين من اللعب برداء يغطي كامل الجسد طوال فترات التدريب و المباريات ، و هو رداء غير مريح في ممارسة الرياضة لفترات طويلة و خصوصاً في أوقات الحر أو عند اللعب ببلدان تتميز بارتفاع درجة الحرارة ، كما استمر التاريخ السيء لإيران في استخدامها لـ 4 ذكور بفريق كرة القدم النسائي بالـ 2014 بملاحقتهن ليلقي بعبئة على أي لاعبة ذات بنية جسدية قوية ، و التي كان آخرها اتهام حارسة مرمى فريق كرة القدم الإيرانية بالذكورة ، و إطلاق المجال عليها بالتنمر في الكثير من الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي ، و استخدامها كمادة لجمع المشاهدات الأعلى رغم تأكيد الاتحاد الآسيوي على خضوعها للفحص الطبي ، و بتأكده من أنوثتها.
التحرك الأول لزهرة كودايي بعد حملات التنمر
و قد خرجت حارسة مرمى منتخب إيران الكروي للسيدات، زهرة كودايي عن صمتها، كاشفة عن أول تحرك تجاه الاتحاد الأردني لكرة القدم.
وقالت كودايي، إنها “ستلاحق الاتحاد الأردني لكرة القدم أمام القضاء، بتهمة التنمر”، مؤكدة أن الهدف من ذلك هو “رد الاعتبار واستعادة الكرامة”، بعد تشكيكه بشكل علني في جنسها واحتمال كونها ليست امرأة، وأضافت بأن ذنبها الوحيد أنها ليست جميلة.
وكان قد دعا الاتحاد الأردني لكرة القدم، الأحد الماضي، الاتحاد الآسيوي للتحقق من جنس إحدى لاعبات منتخب إيران، التي شاركت في مباراة نهائي تصفيات كأس آسيا، وفازت بها إيران بركلات الترجيح، مشددا على أن المنتخب الإيراني له سوابق في اتخاذ مثل هذه الوسائل، من خلال إشراك لاعبين ذكور على أنهم لاعبات سيدات ضمن منتخب السيدات، وتعاطي المنشطات.
من جانبها، ردت مدربة المنتخب الإيراني لكرة القدم الخاصة بالسيدات، مریم إیراندوست، على مطالبة الاتحاد الأردني لكرة القدم، واعتبرت مریم إیراندوست، في تصريحات مع “وكالة أنباء الرياضة الإيرانية – ورزش سه”، هذه الشائعات مجرد ذريعة لعدم قبول الهزيمة أمام الإيرانيات.
الاتحاد الأردني ينكر فتح باب التنمر
و قد أكد الاتحاد الأردني لكرة القدم أنه يحترم الخصوصية الشخصية للجميع ، وهو ما دفعه لعدم تحديد اسم أي لاعبة أو مركزها أو ما يشير إليها، حفاظا على السرية والخصوصية والبعد عن التشهير، بخلاف ما يتم تداوله من قبل بعض وسائل الإعلام، إلا أنه بالواقع لم يرسل الشكوى فقط للاتحاد الآسيوي و إنما نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بما يفتح المجال للسخرية و التنمر على حارسة فرق الكرة القدم الإيرانية ، التي تناضل بالواقع في – مجتمع منغلق – قد لا تستطيع أي لاعبة أردنية تحمله
انتصارات زهرة كودايي
وحقق المنتخب الإيراني للسيدات إنجازا تاريخيا بتأهله للمرة الأولى في تاريخه لبطولة أمم آسيا، بعد تغلبه في المباراة الحاسمة على نظيره الأردني، بركلات الترجيح (4-2) التي تألقت فيها الحارسة زهرة كودايي ، و التي دفعت العديد من الإيرانيات للتغريد بكونهن فخورات بها و بإنجازها ، مع إصدار وسم خاص بها على تويتر ” #زهرة_كودايى” ، لدعمها في مواجهة المتنمرين.