أعلنت بريتي باتيل، وزيرة الداخلية البريطانية، اليوم الجمعة، تصنيف حركة حماس الفلسطينية جماعة إرهابية رسميًا وبشكل كامل، وفقا لـ العربية.
وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية، أن المملكة المتحدة مُلتزمة بالتصدي للتطرف والإرهاب أينما كان، مشيرة إلى أن حركة حماس لديها قدرات إرهابية تتضمن الوصول إلى أسلحة مُتطورة.
جاء ذلك في تغريدة لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث أكدت اتخاذها، اليوم، إجراءات لحظر حماس بالكامل، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية مُلتزمة بالتصدي للتطرف والإرهاب.
كانت وزيرة الداخلية، قد أعلنت أن أي شخص يُؤيد الحركة بشكل متهور أو يرتب اجتماعات لدعمها أو يدعو الناس لتأييدها أو يكون عضوًا فيها، سيواجه عقوبة بالسجن 10 سنوات، بموجب القوانين الجديدة، التي يتم سنها في البرلمان.
وأكدت وزيرة الداخلية أن تلك الخطوة سترسل رسالة قوية للغاية لأي فرد، يفكر في أن يقول نعم لدعم منظمة مثل حماس، مشيرة إلى أن التغير القانوني يسد ثغرة للسماح برفع أعلام حماس، وبالترويج لأيديولوجيتها المناهضة للصهيونية، وبجمع أموالا لها وبنشر مواد خاصة بها وبعمل ممثليها في المملكة المتحدة.
وأضافت بريتي باتيل أن تلك الخطوة تعد مهمة للغاية، لا سيما بالنسبة للمجتمع اليهودي، قائلة: معاداة السامية شر دائم، لا أتحمله أبدا، ويشعر الشعب اليهودي بشكل دائم بعدم الأمان في المدارس وفي الشوارع؛ عندما يتعبدون وعندما يكونون في منازلهم وعلى الإنترنت.
وقبل ساعات، تحدثت تقارير إعلامية عن هذه الخطوة، حيث نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية مقتطفات من كلمة يتوقع أن تلقيها الوزيرة اليوم الجمعة حول الأمن، وسيأتي فيها أن هذه الخطوة من شأنها جعل اليهود أكثر شعورا بالأمان في بريطانيا، وأنها تأتي في إطار التصدي لمعاداة السامية.
وبحسب التايمز، يشمل الدعم رفع علم حماس أو الترتيب لمقابلة أعضائها وارتداء الملابس التي يُنظر إليها على أنها تدعم الحركة ،كما أشارت التايمز إلى أن هذه الخطوة ستجعل بريطانيا في صف أقرب حلفائها، إذ تم تصنيف حماس من قبل على أنها منظمة “إرهابية” محظورة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يعني أنه يمكن الاستيلاء على أصولها وسجن أعضائها.
إسرائيل ترحب
وعلى الفور، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في تغريدة على تويتر إن حركة حماس تنظيم إرهابي، وإن الجناح السياسي هو من يمكّن عمل الذراع العسكرية، معتبرا أن “الحديث عن الإرهابيين أنفسهم ولكن ببدل رسمية”.
كما قال في تغريدة أخرى “شكرا لصديقتي بوريس جونسون لقيادتك”.
وبدوره، رحب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بالخطوة البريطانية، وقال في تغريدة إنها إنجاز للسياسة الخارجية الإسرائيلية وثمرة جهود بذلها رئيس الوزراء ووزير الدفاع، موضحا أنها جاءت بعد حوار وجهد سياسي كجزء من تعزيز أواصر الصداقة مع بريطانيا.
وشكر لابيد وزيرة الداخلية البريطانية والحكومة برمتها، ووصف القرار بأنه مهم ويمنح أذرع الأمن البريطانية أدوات إضافية لمنع تعاظم حركة حماس “الإرهابية”.
ورأى لابيد أنه لا يوجد جزء شرعي وجزء غير شرعي في حركة حماس.
وقالت الرئيسة التنفيذية المشاركة لمجلس القيادة اليهودية بالمملكة المتحدة كلوديا ميندوزا إن حماس ملتزمة بتدمير إسرائيل، مضيفة “لقد تلاشت أخيرا الأسطورة القائلة بأن لحماس جناحين عسكريا وسياسيا منفصلين، ونحن نرحب بهذه الخطوة الجريئة والمهمة من قبل الحكومة”.
حماس : توقفوا عن الاردواجية
في المقابل، قالت حركة حماس في بيان إن القرار البريطاني هو “مناصرة للمعتدين على حساب الضحايا”.
وبدلاً من “الاعتذار وتصحيح خطيئتها التاريخية بحق الشعب الفلسطيني، سواء في وعد بلفور المشؤوم أو الانتداب البريطاني الذي سلّم الأرض الفلسطينية للحركة الصهيونية، تناصر المعتدين على حساب الضحايا”.
وأضافت الحركة في بيان أنّ “مقاومة الاحتلال، وبكل الوسائل المتاحة، بما فيها المقاومة المسلحة، حقٌّ مكفول للشعوب تحت الاحتلال في القانون الدولي، فالاحتلال هو الإرهاب”.
وطالبت “حماس” المجتمع الدولي وفي مقدمته بريطانيا “التوقّف عن هذه الازدواجية والانتهاك الصارخ للقانون الدولي، الذين يدعون حمايته والالتزام به”.
حزب العمال
في خطاب ألقاه حزب العمال البريطاني أمام “تحالف أوقفوا الحرب” في عام 2009، وصف “كوربين” أعضاء حماس وحزب الله بأنهم “أصدقاء”.
وفي عام 2016، بعد عام من قيادته الحزب لمدة 5 سنوات، قال إنه يأسف لاستخدام هذا المصطلح. والتقى كوربين (72 عاما) مع نشطاء حماس، بمن فيهم عبد العزيز عمر الذي سجنته إسرائيل لمساعدته في صنع سترات ناسفة.
تعريف مصطلح ” معاداة السامية ” يسبب الأزمات
و كانت الجامعات البريطانية قد عاشت في جدل متزايد بمطلع العام الجاري ، بسبب التعريف المعتمد من طرف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية، وذلك بعد إعلان المجلس الأكاديمي لجامعة “كوليدج لندن” قرارها إعادة النظر في هذا التعريف، لأنه يضع “حرية التعبير الأكاديمية في موضع التهديد”.
وأعلن مجلس هيئة التدريس في الجامعة -التي تعد من بين أعرق الجامعات في المملكة المتحدة- أنه يوصي إدارة الجامعة بوضع تعريف خاص بها لما يتعلق بمعاداة السامية عوض التعريف المعتمد من طرف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست، والذي اعتمدته الإدارة.
وأوصى مجلس هيئة التدريس في جامعة “كوليدج لندن” بإعادة صياغة تعريف معاداة السامية، لاستبدال المعتمد حاليا من طرف الجامعة، ويأتي هذا القرار بعد تقرير أصدرته هيئة التدريس في الجامعة نهاية العام الماضي يحذر من أن تعريف معاداة السامية الذي أقرته الجامعة “يخلط بين الأفكار العنصرية ضد اليهود وبين النقاش السياسي بشأن إسرائيل وفلسطين”.