الصين تدعو شعبها إلى تخزين الغذاء استعداداً لحالة طوارئ

قسم : تقارير
الصين

قالت وزارة التجارة الصينية في إعلان نشرته على موقعها الإلكتروني: ” ندعو العائلات إلى تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية وحالات الطوارئ” ، ولم يحدد الإعلان سبب الدعوة أو ما إذا كان البلد مهدّد بنقص الغذاء.

ربما يأتي هذا التصريح بسبب الحاجة لتكوين احتياطات من الغذاء، تحسباً لعودة تفشي الوباء الذي يعطّل المواصلات أو لمواجهة نقص الطاقة لديها و التي تؤثر بدورها على قلة توافر المواد الغذائية و على ارتفاع أسعارها..

دعت الوزارة أيضاً مختلف السلطات المحلية إلى تسهيل الانتاج الزراعي وتدفق الإنتاج الزراعي والإمداد ومراقبة مخزون اللحوم والخضروات والحفاظ على استقرار الأسعار.

كما تعرضت البلاد في الصيف الماضي لفيضانات عطلت الإنتاج الزراعي ورفعت الأسعار، ومن المرجح أن يزيد التغير المناخي من تواتر هذا النوع من الكوارث الطبيعية.

رغم أن الصين هي أكبر مصنع في العالم، لكنها أكبر مستورد للمنتجات الغذائية في العالم ما يجعلها عرضة للتوترات الدبلوماسية مثل تلك القائمة مع مورديها الرئيسيين مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

يشار إلى أن الكثير من الاقتصاديين يصفون  وضع الاقتصاد الصيني بأنه “اقتصاد رأسمالي تقوده الدولة” فمن لحظة الوصول إلى المطار والشوارع والسيارات الفارهة واللافتات الضخمة، تطل عاصمة الصين الاشتراكية في ثوب رأسمالي، كانت العاصمة قبل ثلاثين عامًا منبوذة رسميًا وشعبيًا

. وقد اختفت صور زعماء الصين الاشتراكيين لتبقى محصورة داخل المؤسسات الرسمية وأوراق العملة الوطنية، وتم استبدالها بصور الإعلانات والشعارات التجارية التي تغص بها الشوارع والأبراج. وباتت العقيدة الاشتراكية التي كانت في الماضي تكن عداءًا مطلقًا للنظام الرأسمالي، تبدو في حالة تزاوج وتمازج لا تخطئه العين لمن يزور الصين.

إن إغلاق النقابات العمالية في الصين نتيجة الخوف من العمل النقابي العمالي يعد أكبر دليل على حياد الصين عن مبادئها بدعم العمال و إشراكهم في قيادة الدولة من خلال التوجه الاشتراكي الذي تدعيه رغم كل إساءتها للعمال.

و برغم من كون الصين من الدول العظمى التي تشتهر بالصناعة ، إلا أن الصينيون البالغ عددهم حسب – إحصائيات 2020- لعدد 1.402 مليار نسمة مهددون بنقص إمدادات التغذية هذا العام ،لوجود مشكلات في إمدادات الوقود الذي أثر على الصناعة في الوقت الذي لا يوجد اكتفاء ذاتي للصين من منتجات غذائية ، فهل ستدعم تلك الأزمة أفكار اليسار الجديد المتجهة إلى ضرورة إيلاء الدول اهتمام أكبر بالزراعة و التشجير، و استخدام أنواع الطاقة المتجددة  لتحجيم المخاطر الاقتصادي الحادثة أثناء تعطل الصناعة بالبلدان المتقدمة ، أم أن الصين تعمل على التخلي عن الغلاف الاشتراكي لها ، مهما بلغت المخاطر ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *