هدد عمال شركة التكديس والحمولة ببلدية عين سمارة بولاية قسنطينة في الجزائر بالانتحار الجماعي بسبب تأخر أجورهم لـ10 أشهر بالرغم من الوعود الوزارية السابقة الخاصة بالتدخل لإنقاذ الشركة من الإفلاس دون تجسيد ما يهدد مستقبل 500 عامل بالشركة.
وبعد مرور 10 أشهر قرر بعض عمال الشركة بالصعود لأعلى المبنى الإداري مهددين بالانتحار في حال عدم تدخل الجهات المعنية بالأمر وإنقاذهم من الضياع الذي يلاحقهم طوال كل تلك الفترة حيث أن وضعيتهم ووضعية المؤسسة أصبحت محل جدل كبير بالرغم من الوعود السابقة المقدمة من وزير الصناعة.
وكان وزير الصناعة قد كشف عن أن المؤسسة أضاعت صفقات ضخمة بسبب وضعها السئ الذي يسير نحو الإفلاس كما تعهد بالتدخل ودراسة الوضع قبل اتخاذ إجراءات جدية لإنقاذ المؤسسة وعمالها لكن الوعود لم تنفذ مما جعل العمال يخرجون في احتجاجات بالإضافة إلى التهديد بالانتحار الجماعي في حالة عدم تسجيل أي تطور أو تشوية لوضعيتهم.
وتعد الشركة من أهم الشركات الوطنية الاقتصادية في المجمع الميكانيكي بفضل منتوجها من الرافعات الشوكية الذي كان منتشرا في السوق المحلية والخارجية.
وكان النائب عبد الكريم بن خلاف قد راسل وزير الصناعة الجزائري بشأن مشاكل الشركة ولكن الوزير قد ربط الأزمة الخاصة بالشركة بالديون والصعوبات المالية التي بررها بالانقطاعات المطولة في توريد المواد الأولية التي تتطلب إمكانيات تمويلية مما فوت عليها فرص عديدة لإحياء الدورة الإنتاجية والتشغيلية بها بالإضافة إلى التأخر في دفع تكاليف الرسوم الجمركية للإفراج عن البضائع والمواد الأولية المعلقة بالمطارات والموانئ والتوقف عن العمل المتكرر من طرف العمال بسبب الأجور.
كما ازدادت الأمور تعقيدا مع الأزمة الصحية بسبب فيروس كورونا قبل عقد وزير الصناعة اجتماعا مع الأمين العام لنقابة الشركة حيث وبناء على العرض المقدم إلى الوزير وعد بدراسة الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة في أقرب الآجال لإنقاذ المؤسسة من الإفلاس الذي بدأت تظهر ملامحة منذ مدة بينما قامت الشركة أيضا بوضع خارطة طريق تحل محل الخطط الاستعجالية في تطوير المناولة التي تعتبر مهمة أساسية في إطار الإنعاش الاقتصادي.
و نتسائل عن كيفية تأخير أجور العمال لـطوال هذه الفترة دون الوصول إلى حل يوفر متطلبات العاملين و الأسر التي يعولونها ، وكيف لوزير الصناعة أن يعد العمال بسرعة حل المشكلة ثم لا يفي بوعده ؟ و نتسائل أيضاً ما هو نوع تلك الشركات التي تدفع عمالها للتهديد بالانتحار من أجل الرواتب؟