حذّر صندوق النقد الدولي من أن بعض الدول قد تواجه انهيارًا اقتصاديًا في عام 2022.
ووفقًا لمدونة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، ومديرة إدارة الاستراتيجية والسياسة والمراجعة في الصندوق بازار باشي أوغلو, فإن 60% من البلدان منخفضة الدخل مُعرضة بالفعل لخطر كبير من ضائقة الديون، مقارنة بـ 30% في عام 2015.
وحذروا من أنه من الممكن أن تتصاعد التحديات بالنسبة للعديد من هذه البلاد قائلين: “قد نشهد انهيارا اقتصاديا في بعض البلاد ما لم يتفق الدائنون بمجموعة العشرين على تسريع إعادة هيكلة الديون وتعليق خدمتها أثناء التفاوض على إعادة الهيكلة”.
وأشاروا إلى أن التجارب الأخيرة لتشاد وإثيوبيا وزامبيا أظهرت ضرورة تحسين الإطار المشترك لمعالجة الديون فيما بعد تعليق مبادرة خدمة الديون حيث أن الإطار المشترك لم يحقق حتى الآن وعوده.
وأكدوا على أن عام 2022 سيكون أكثر صعوبة من الآن حيث أن تشديد السياسات النقدية عالميا سيلوح في الأفق.
يذكر أن مجموعة العشرين للدول صاحبة الاقتصادات الكبرى كانت قد أطلقت مبادرة تعليق خدمة الديون في 2020 والتي تهدف إلى تجميد مؤقت لمدفوعات البلدان المنخفضة الدخل التي تواجه العديد منها بالفعل أعباء ديون ثقيلة قبل انتشار جائحة كورونا ومع ذلك، سينتهي سريان هذه المبادرة بحلول نهاية العام
يُذكر أنه فى أكتوبر الماضى قال البنك الدولي إن عبء ديون الدول المنخفضة الدخل ارتفع 12% إلى مستوى قياسي عند 860 مليار دولار في 2020، مع اتخاذ تلك الدول إجراءات مالية ونقدية ضخمة للتصدي لأزمة كوفيد- 19.
وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس أن التقرير يظهر زيادة كبيرة في مواطن الضعف المتعلقة بالديون التي تواجه الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، ودعا إلى خطوات عاجلة لمساعدتها على الوصول إلى مستويات للدين أكثر استدامة.
جدير بالذكر أن صندوق النقد الدولي قد أعلن في أبريل الماضي عن أن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء تتجه لتسجيل أبطأ نمو اقتصادي من أي منطقة أخرى في العالم حيث أن القارة تواجه صعوبة في تجاوز الاتجاه النزولي الناجم عن وباء كورونا.
وأضاف الصندوق أنه يتعين على الدول الثرية المساعدة في تسهيل حصول أفريقيا على اللقاحات الضرورية وإتاحة التمويل للقارة حيث أدت الأزمة الصحية العالمية وتبعاتها الاقتصادية إلى سقوط 32 مليونًا من السكان في براثن الفقر المدقع العام الماضي.
فهل تتدخل الدول الغنية لمساعدة تلك الدول العالقة في الديون التي قد تواجه انهيارا اقتصاديا كبيرا ؟